آدم كايد نجم الفدائي الجديد يخطف الأضواء |

جريدة الملاعب – دائرة الإعلام في الاتحاد الفلسطيني

في الدقيقة 59 من مباراة فلسطين والعراق، دخل إلى أرضية ستاد عمّان الدولي لاعب خطف أنظار جميع المتابعين، وساهم في قلب النتيجة من الخسارة إلى فوز تاريخي للفدائي.
دفع إيهاب أبو جزر بآدم كايد بديلا لتامر صيام، من أجل ضخ جرعة أكسجين جديدة في جسد المنتخب، وفي محاولة للحفاظ على الأمل الأخير لمواصلة المشوار نحو كأس العالم 2026.
بتسريحة شعره المميزة، وأسلوبه الرشيق على أرض الملعب، ومرواغاته الجميلة، نجح آدم بالفعل في مساعدة منتخبنا على تحقيق الانتصار، حيث كان وراء الكرتين الركنيتين اللتين جاء منهما هدف التعادل ثم هدف الفوز.
موقع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أجرى حوارا مع آدم المتواجد في هولندا مع نادي “نك بريدا”..

من السويد إلى فلسطين: جذور لا تُنسى
وُلد آدم حمزة كايد في 2 مارس/ آذار 2002 بمدينة هيلسنبورغ السويدية، لعائلة فلسطينية الأصل. ينحدر والده من بلدة الطيرة في الداخل الفلسطيني، ووالدته من حيفا، بينما هاجر جده إلى لبنان بعد النكبة واستقر في مخيم شاتيلا.
في 1985 قرر والده الهجرة إلى ألمانيا، ومنها إلى السويد عام 1987.
رغم نشأته في أوروبا، لم ينسَ آدم وطنه الأم بفضل جدّه الذي يعيش في برلين، وكان يتحدث له في كل لقاء بينهما عن فلسطين، وعن أملاك وأراضي العائلة في الطيرة، ويصف له خريطة فلسطين والمناطق التي كان يزورها قبل التهجير عام 1948.
يكشف آدم أنه زار فلسطين في عام 2009، فوصل إلى حيفا، “لا زلت أذكر حدائق البهائيين الجميلة.. وأذكر أيضا بلدة الطيرة والخضرة الجميلة فيها.. زرت أيضا بلدة طمرة، وكنا نلعب كرة القدم في شوارعها”.
الأكلة الفلسطينية المفضلة لآدم هي “المسخّن” التي تعدها خالته، كما يعشق “الملوخية” حيث تجيد والدته إعدادها.

بداية المشوار الكروي
بدأ عشق آدم لكرة القدم منذ نعومة أظافره، فلاحظ والده موهبته وسجله في أكاديمية “إسلكسميني” بالمنطقة التي يسكنون فيها عندما كان في الخامسة من عمره. استمر مع الفريق حتى بلغ العاشرة، لينتقل بعدها إلى نادي “هيلسينبورغ إي إف” عام 2012.
تطور مستواه سريعا، حتى وصل إلى الفريق الأول عام 2020، وهو بعمر 18 عاما.
في 2021، أصبح لاعبا رسميا في الفريق الأول وساهم في صعود النادي إلى الدرجة الأولى في السويد، لكنه لم يحصل على فرص كثيرة للمشاركة، ما دفعه للانتقال على سبيل الإعارة إلى نادي ستوبيك النرويجي لمدة أربعة أشهر. هناك، اكتسب خبرة إضافية وعاد بعدها إلى هيلسينبورغ.
كان المدرب يورغن لينارستون أكثر مَن وثق بقدرات آدم، حيث منحه فرصة اللعب مع الفريق الأول في هيلسينبورغ، وشارك في جميع مباريات موسم 2022 تحت قيادته.

التحدي الهولندي
في يناير 2023، انتقل آدم إلى نادي “ناك بريدا” الهولندي، إلا أن موسميه الأولين كانا صعبين، حيث لم يحظَ بفرصة اللعب كثيرا، وكان أيضا بعيدا عن عائلته، الأمر الذي صعّب عليه الانسجام مع الحياة في بلاد الأراضي المنخفضة.
لكن مع وصول المدرب كارل هوفكينز عام 2024، تغيرت الأمور. وخلال أسبوعين فقط، أكد له المدرب ثقته به، مؤكدا له أنه إذا وصل إلى 70% من مستواه، فسيكون ذا مستقبل كبير وسيحبه الجمهور.
مع بداية الموسم الحالي، بدأ آدم يثبت نفسه، وسجل هدفا في مرمى فريق تفينتي، ووجد مركزه المثالي كجناح أيسر مع بريدا.

قرار تمثيل منتخب فلسطين
في أغسطس 2024، تلقى آدم أول اتصال من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وبدأ التفكير جديا في تمثيل منتخب الوطن الأم. وبعد مناقشات مع والده، الذي شجعه قائلاً: “سيعتبرونك ابن البلد وسيحبونك كثيرا”، قرر آدم الانضمام إلى الفدائي، وأتم الأوراق الرسمية مطلع عام 2025، ثم تلقى الدعوة الأولى للالتحاق بصفوف المنتخب في فبراير الماضي.
“أقول الحمد لله.. لمّا ارتديت قميص فلسطين كان لدي إحساس مختلف، وفخور باللعب لوطني”.

لحظة لا تُنسى: أول مباراة مع فلسطين
ارتداء قميص المنتخب الفلسطيني كان لحظة فارقة في مسيرة آدم. لعب مباراته الأولى أمام الأردن، وكان مصمما على تقديم أفضل ما لديه.
وقبل مواجهة العراق المصيرية، يكشف آدم أن المدير الفني إيهاب أبو جزر، طلب منه تنفيذ الركلات الركنية في التدريبات، رغم أنها لم تكن مهمته الأساسية. وخلال المباراة، صرخ أبو جزر مطالبا إياه بتنفيذ الركلة الركنية التي جاء منها هدف التعادل برأسية وسام أبو علي.
في الركلة الثانية، يقول آدم إنه سأل الحكم المساعد عن الوقت المتبقي للمباراة، وحين علم أنها الثواني الأخيرة، أرسل الكرة بإتقان ليسجل المنتخب هدفا قاتلا برأسية عميد محاجنة، وكانت فرحة الجماهير شيئا لا يوصف بالنسبة له.
يقول آدم: “نفذت الركنية التي جاء منها الهدف الثاني.. اقشعرّ بدني.. ولا أستطيع وصف الشعور بعد الفوز.. كانت فرحة الجمهور شيئا عظيما بالنسبة لي.. وهو شيء لم أره في حياتي سابقا.. وعند هذه النقطة، شعرت بفلسطينيتي لأقصى درجة”.
بعد المباراة، طلب أحد المشجعين من آدم أن يهديه قميصه، فأعطاه له، لكنه احتفظ بالكوفية الفلسطينية كذكرى خالدة.

رسالة إلى اللاعبين الفلسطينيين المغتربين
يوجه آدم رسالة إلى اللاعبين الفلسطينيين المترددين في تمثيل المنتخب، مؤكدًا أن اللاعبين والجهاز الفني يتعاملون مع بعضهم البعض كعائلة واحدة، مما يسهّل عملية الاندماج. ويشدد على أن اللعب لفلسطين هو شرف ومسؤولية، وأن الجماهير تمنح حبًا لا يُقدّر بثمن.

المستقبل والطموح
يؤكد آدم أن تركيزه الحالي منصب على المباراتين المقبلتين في التصفيات أمام الكويت وعمان، مع طموح لتحقيق أحلامه وحمل علم فلسطين عاليا في كأس العالم 2026، إذا قُدر للفدائي العبور إلى أعظم مسابقة عالمية لكرة القدم.

Related Articles

Latest Articles