برشلونة وريال مدريد .. ما بين الاقتراب من اللقب وإنعاش فرص المنافسة |

جريدة الملاعب – أكد مدرب برشلونة، هانزي فليك، أن لاعبيه قد تجاوزوا الخروج الأخير من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، وأوضح أنه حثّهم على تحقيق الفوز على ريال مدريد اليوم، من أجل قطع خطوة مهمة في الدوري الإسباني، الذي اعتبره “أكثر البطولات شرفا”.

وقال المدرب الألماني خلال مؤتمر صحفي في مدينة جوان جامبر الرياضية عشية الكلاسيكو: “في الدوري الإسباني، عليك أن تلعب 38 مباراة، وإذا وصلت للنهاية وأنت في الصدارة، فإن هذا هو اللقب الأكثر شرفا”.

واعترف فليك بأن الهزيمة في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (4-3) “لم تكن سهلة”، مشيرا إلى أنه دار حديث بين لاعبي الفريق في غرف الملابس بشأن ما حدث في سان سيرو.

وأضاف: “يتبقى أمامنا أربع جولات (في الليجا). الكلاسيكو هو اللحظة المثالية لإظهار أسلوب لعبنا. اللاعبون في حالة ممتازة”.

وعلى الرغم من أن الهزيمة أمام ريال مدريد لن تكون حاسمة، إذ سيبقى برشلونة في الصدارة بفارق نقطة قبل ثلاث جولات من النهاية، فقد أكد فليك أن اللاعبين “سيبذلون قصارى جهدهم من أجل حصد النقاط الثلاث”.

وأوضح: “لا تهمني وضعية الفريق في جدول الترتيب، لأننا نريد الفوز، هذه هي عقليتنا. تركيزنا منصب فقط على هذه المباراة”.

كما شدد على أهمية أن يكون اللاعبون “في أعلى مستوى لهم”، موضحا “يجب أن نكون نشطين، أقوياء، ونفرض سيطرتنا، لأن ريال مدريد فريق رائع. نحن نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا التي دعمتنا كثيراً”.

وأشاد فليك بالطاقة والثقة التي يتمتع بها لاعبوه قبل الكلاسيكو، وامتدح “العمل الرائع” الذي قاموا به خلال الأشهر الخمسة الماضية من المنافسة، قائلاً: “نريد الاستمرار على نفس النهج”.

ويعزز الفريق الكاتالوني صفوفه بعودة أليخاندرو بالدي ومارك كاسادو بعد حصولهما على التصريح الطبي، كما سيكون المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي جاهزاً بعد مشاركته لمدة 30 دقيقة أمام إنتر ميلان. وأوضح المدرب أن كلا من بالدي وليفاندوفسكي لن يبدآ المباراة، لكن قد يشاركان في الشوط الثاني.

وفيما يتعلق بفلسفته التكتيكية المعتمدة على خط دفاع متقدم، أقرّ فليك بأن هذا الأسلوب أثار بعض الشكوك في بداية الموسم، وقال: “من المهم الضغط حيثما تكون الكرة. يجب أن نعرف من يبدأ الضغط ومن يتبعه لاستعادة الكرة.

بالفعل، في بعض المباريات، خصوصا في البداية، ظهرت بعض الشكوك، لكن الفريق تأقلم بشكل جيد، واللاعبون تطوروا وأصبحوا مرتاحين لأسلوب اللعب”.

ومن بين الركائز الأساسية في منظومة فليك الدفاعية، يبرز المدافع إينيجو مارتينيز، الذي أشاد به المدرب ووصفه بأنه “يقدم أفضل موسم في مسيرته”.

أما الحارس فويتشيك تشيزني، فقد أثنى فليك على شخصيته “الإيجابية والهادئة”، مضيفاً بابتسامة: “أحياناً يدخن قليلاً، لكنه هكذا، هذه طبيعته”.

في الجهة المقابلة، أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، ثقته في تحقيق أول فوز له في الكلاسيكو هذا الموسم، في المحاولة الرابعة، حيث لا بديل عن الفوز لإبقاء الصراع على لقب الدوري مشتعلا، في الوقت الذي أكد فيه “إذا استمع إليّ اللاعبون، فستسير الأمور بشكل جيد”.

رغم الهزائم الثقيلة في مباراة الذهاب من الليجا ونهائي كأس السوبر الإسباني، أشار أنشيلوتي إلى تحسن أداء فريقه في نهائي كأس الملك، رغم الخسارة.

وصرح أنشيلوتي في مؤتمر صحفي عشية اللقاء المرتقب أن “الفريق بحالة جيدة، ويركز على ما يجب أن نفعله. نحن متحمسون لمباراة مهمة للغاية نلعب فيها على الكثير. لدينا الثقة في أننا قادرون على تحقيق الفوز. ستكون مباراة صعبة، فمواجهاتنا الأخيرة أمام برشلونة كانت معقدة، لكن المباراة الأخيرة كانت أقل صعوبة وهذا يمنحنا الثقة”.

وحدد أنشيلوتي عدة مفاتيح فنية لتحقيق الانتصار، تبدأ بـ”الدفاع الجيد” أمام فريق “يعرف كيف يضغطك في منطقتك”، والاستفادة من نقاط ضعفه عند امتلاك الكرة، لأنه “لا يوجد فريق مثالي”.

وقال “علينا أن نكون منتبهين لكيفية هجوم برشلونة، وكيفية الدفاع، وكيفية استغلال خط الدفاع المتقدم جدا. كما يجب الحذر من التسلل. تحدثت مع اللاعبين عن هذه الأمور، وإذا استمعوا لي، فكل شيء سيجري كما نريد”. ورغم اعترافه بجودة موسم برشلونة حتى الآن، شدد أنشيلوتي على أهمية رد فعل الفريق بعد الإقصاء الأوروبي قائلا: “إنها مباراة تُلعب على تفاصيل صغيرة، ويجب الدفاع والهجوم جيدا”.

وردًا على ما أُثير حول مستقبله مع الفريق، أكد أنشيلوتي أن ذلك لن يؤثر على التحضيرات، رغم الحديث اليومي عن احتمال تدريبه للبرازيل أو خلافة تشابي ألونسو له.

أما عن التشكيلة، فلم يكشف أنشيلوتي عما إذا كان سيدفع برودريجو أو أرادا جولر، لكنه أكد جاهزية النجم البرازيلي بعد تعافيه من الحمى، وقال “رودريجو عاد وتدرب بشكل جيد طوال الأسبوع، وهو متاح. ليست لدينا العديد من الخيارات بسبب الغيابات، لكن كل من في القائمة بحالة جيدة. رودريجو، مثل أرادا، يمثل خيارا مهما لنا”. أـضاف أنشيلوتي “الفوز يعني أننا أصبحنا قريبين من اللقب، وهذا يُظهر حجم أهمية هذه المباراة. كلا الفريقين يلعب على الكثير. إذا فازوا، ففرصهم أكبر، لكن إذا فزنا، فسيبقى كل شيء ممكنا في الجولات الثلاث الأخيرة”.

ومن دون أن يكشف عن مستقبله بعد، ومع اعترافه بأن تشابي ألونسو، بعد إعلانه الرحيل عن باير ليفركوزن، “أبواب ريال مدريد مفتوحة أمامه”، أقر أنشيلوتي بأن “شهر العسل مع ريال مدريد سيستمر حتى آخر يوم” في حياته، مهما حدث.
وقال أنشيلوتي عن ألونسو، الذي كان أحد لاعبيه وقد يصبح خليفته على مقعد التدريب في ريال مدريد: “قرأت أن تشابي سيرحل عن باير ليفركوزن. لقد قام بعمل رائع ويستحق كل الفرص، لأنه أثبت أنه من بين أفضل المدربين في العالم”.

ورغم تركيزه على الكلاسيكو ضد برشلونة، فإن لهجة الوداع طغت على المؤتمر الصحفي، حيث عبر “كارليتو” عن حبه الأبدي لريال مدريد، دون أن يصدر أي تصريح بشأن إمكانية تدريبه للمنتخب البرازيلي في المستقبل.

وأضاف: “شهر العسل مع هذا النادي لا ينتهي، بل يستمر وسيستمر إلى الأبد. ريال مدريد، كما كان ميلان سابقا، نادٍ يظل في القلب أكثر من غيره. هذا أمر طبيعي بسبب الوقت الذي قضيته هنا والشعور الرائع الذي أعيشه. كمدرب لا أعلم ما إذا كنت سأستمر، ولكن كما هو الحال في كل العلاقات، هناك شغف كبير في البداية، وعندما يتراجع، يزداد الحب. شهر العسل مع ريال مدريد سيبقى حتى آخر يوم في حياتي”.

ورفض أنشيلوتي أن يعتبر نفسه المدرب الذي يمثل صورة ريال مدريد بأفضل شكل، وقال: “لا أعلم ذلك. ريال مدريد نادٍ مميز يستحق سلوكا خاصا من المدرب ومن جميع العاملين فيه. وهذا ما كنت أحاول القيام به كل يوم”.

وسيكون ملعب لويس كومبانيس الأولمبي مسرحًا لمباراة أقرب ما تكون لنهائي، حيث تفصل بين المتصدر برشلونة وملاحقه ريال مدريد أربع نقاط، فيما خسر الأخير جميع مواجهات الكلاسيكو هذا الموسم: 0-4 في الدور الأول من الدوري، 2-5 في نهائي كأس السوبر الإسباني، و3-2 في نهائي كأس الملك.

وبالنظر إلى النتائج السابقة والفترة الأخيرة – حيث لم يخسر برشلونة أي مباراة في الدوري الإسباني خلال العام 2025 – يبدو أن فريق فليك في طريقه لتحقيق فوزه الرابع على الريال هذا الموسم، لكن الخروج المؤلم من نصف نهائي دوري الأبطال على يد إنتر ميلان (7-6 في مجموع المباراتين) يضفي نوعا من الغموض على وضع المتصدر.

وتكمن الشكوك في قدرة الفريق الشاب على تجاوز صدمة الإقصاء، بعد أن كان على بُعد دقيقتين فقط من بلوغ نهائي ميونخ. فرغم قلبه الطاولة بعد التأخر 2-0 في الشوط الأول، بهدف رافينيا في الدقيقة 87، عادل إنتر النتيجة بهدف أتشيربي في الدقيقة 93، قبل أن يسجل فراتبسي هدف الإقصاء في الدقيقة 99.

صدمة يحاول اللاعبون تجاوزها سريعا، إذ يعتبرون مباراة الكلاسيكو فرصة لنسيان ما جرى في البطولة الأوروبية.
ويخوض فريق فليك اللقاء وهو مرهق بدنيا، بعدما خاض 9 مباريات في آخر 30 يوما، اثنتان منها امتدتا للأشواط الإضافية، أمام إنتر ميلان وريال مدريد في نهائي الكأس. ورغم ذلك، لا يتوقع إجراء تغييرات كبيرة في التشكيل، وسيبدأ كل من إريك جارسيا و جيرارد مارتن كظهيرين بعد تألقهما في سان سيرو.

وسيكون كل من الظهير أليخاندرو بالدي ولاعب الوسط مارك كاسادو متاحين بعد التعافي من الإصابة، لكنهما سيبدآن من على دكة البدلاء. بينما يُستبعد أن يبدأ الهداف روبرت ليفاندوفسكي، الذي لعب نصف ساعة يوم الثلاثاء بعد غياب دام ثلاثة أسابيع، أساسيا.

ويدخل ريال مدريد يدخل الكلاسيكو مضطرا لتحقيق فوزه الأول هذا الموسم على غريمه الأزلي، من أجل الحفاظ على حظوظه في تحقيق لقب كبير هذا العام، إذ تبدو مباراة “مونتجويك” حاسمة في مصيره.

وعادة ما يحدد الكلاسيكو معالم الموسم، وقد يكون الأمر سلبيا هذا العام بالنسبة لأنشيلوتي، الذي يخوض الكلاسيكو وهو يعلم أنه ربما يكون آخر ظهور له في هذه المواجهة التاريخية. أيام قليلة تفصل عن الإعلان الرسمي لنهاية مرحلة المدرب الإيطالي، أسطورة ريال مدريد وصاحب 15 لقبا في خزائنه. وداع للمدرب الأكثر تتويجا في تاريخ النادي الملكي، ليفتح الطريق أمام خليفته، تشابي ألونسو، الذي أعلن بالفعل رحيله عن باير ليفركوزن.

وعلى الرغم من أن لاعبي المدرب الإيطالي أنشيلوتي يصلون أكثر راحة بدنيا، إلا أن الفريق يعاني من أزمة إصابات حادة في الخط الخلفي، حيث يغيب داني كارفاخال وفيرلاند ميندي، وكذلك الثلاثي الدفاعي الأساسي: ميليتاو، روديجر وألابا. كما يغيب لاعب الوسط متعدد المهام إدواردو كامافينجا، الذي أصيب في نهائي الكأس.

وسط هذه الغيابات، يضطر أنشيلوتي للاعتماد على فالفيردي في خط الوسط، بينما يتراجع تشواميني إلى مركز قلب الدفاع. وسيتولى لوكاس فاسكيز وفران جارسيا مركزي الظهيرين، فيما يكمل الشاب راؤول أسينسيو خط الدفاع الاضطراري.

هذا الواقع التكتيكي سيدفع المدرب الإيطالي إلى تثبيت خطة 4-4-2 التي اعتمدها مؤخرا، بمنح الفرصة للنجم التركي الصاعد أردا جولر، والاستغناء عن رودريجو، الغائب عن التهديف منذ 12 مباراة، والذي سجل هدفا واحدا في آخر 22 لقاء.

وتتعلق آمال ريال مدريد في الصراع على اللقب بأداء النجمين فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، عبر استغلال سرعتهما في التحولات السريعة. وهي فرصة للثنائي للتعويض، إذ يمر فينيسيوس بفترة تذبذب أبعدته عن مستواه الذي أهله سابقا للمنافسة على الكرة الذهبية، بينما لم يحقق مبابي التأثير المنتظر في مباريات الكلاسيكو منذ انضمامه.

إلى ذلك، قد تحسم مباراة الكلاسيكو لقب الدوري الإسباني، خاصة وأن التاريخ يقف في صالح برشلونة، فقبل أربع جولات على نهاية المسابقة لم يتمكن فريق تفصله أربع نقاط أو أكثر عن المتصدر من التتويج بالبطولة.

ويتطلع ريال مدريد ليكون أول من يحقق هذا الأمر، لذا سيتعين عليه الفوز على برشلونة وتقليص فارق النقاط مع غريمه الأزلي إلى نقطة والاقتراب من الاحتفاط بلقب الليجا.

لم يشهد الليجا من قبل تمكن فريق من التتويج باللقب بعدما قلص فارق أربع نقاط مع المتصدر في آخر أربع جولات، ففي ثلاث حالات شهدت البطولة تقليص فارق ثلاث نقاط قبل أربعة اسابيع على نهايتها، رغم أنه في جميعها كان الانتصار يمنح صاحبه نقطتين فقط.

وتعود الحالة الأولى إلى الموسم 1946-1977 عندما توج فالنسيا باللقب، بعدما كان أتلتيك بلباو يتصدر البطولة بـ29 نقطة قبل ثلاث جولات على نهايتها بينما كان فريق “الخفافيش” يمتلك 26 نقطة في المركز الرابع. وأنهى بلباو البطولة برصيد 34 نقطة بعد انتهاء آخر أربع مباريات له بانتصارين وهزيمتين، أما فالنسيا فرفع رصيده إلى نفس عدد النقاط بعد فوزه بمبارياته الأربع الأخيرة.
بالتعادل في النقاط، ذهب اللقب إلى فالنسيا بفضل فوزه بأضيق هامش (1-0 و0-1)، في المباراتين المباشرتين مع بلباو.
وفي الموسم 1981-1982 كان ريال سوسييداد من استطاع أن يقلص فارق النقاط الثلاثة وذلك أمام برشلونة بعدما كان الفريق الكاتالوني يتصدر البطولة بـ43 نقطة ويحل الفريق الباسكي ثانيا بـ40 نقطة.
لم يتمكن برشلونة حينها من الفوز بمبارياته الأربع الأخيرة حيث خسر مواجهتين وتعادل في اثنتين لينهي البطولة برصيد 45 نقطة.
في المقابل حقق سوسييداد ثلاثة انتصارات وتعادل مرة لينهي البطولة بـ47 نقطة ويتوج باللقب.
وفي الموسم 1993-1994، كان ديبورتيفو لا كورونيا هو الذي أهدر تقدمه بثلاث نقاط (51 نقطة مقابل 48) أمام برشلونة.
وفاز الفريق الكاتالوني في آخر أربع مباريات له. وفي المقابل، تعادل ديبورتيفو في ثلاث مباريات وحقق انتصارا واحدا.
وبتعادلهما في النقاط برصيد 56، توج برشلونة الذي كان يدربه آنذاك يوهان كرويف باللقب بفارق المواجهات المباشرة، بعد خسارته 0-1 في ريازور معقل ديبورتيفو في النصف الأول من الموسم، ثم فوزه 0-3 في كامب نو في النصف الثاني.
التشكيل المتوقعة
برشلونة: تشيزني؛ إريك جارسيا، كوبارسي، إينييجو مارتينيز، جيرارد مارتين؛ دي يونج، بيدري؛ لامين جمال، داني أولمو، رافينيا؛ وفيران توريس.
ريال مدريد: كورتوا؛ لوكاس فاسكيز، تشواميني، أسينسيو، فران جارسيا؛ فالفيردي، سيبايوس، أردا جولر، بيلينجهام؛ فينيسيوس ومبابي.

Related Articles

Latest Articles